عن سعد بن أبي وقاص عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال لعمر{ والذى نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ً فجا ً
قط إلا سلك فجا ً غير فجك } أخرجاه في الصحيحين.
عن أنس عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال:{ أشد
أمتي في أمر الله عمر } صحيح: أخرجه أحمد والترمذى
والنسائى..
...
والكثير فيما قيل بعمـــــــــــــــــر ...... عمر ... وهل يخفى عمر
هل تخفى مأثر عمر هل يخفى عدل عمر هل يخفى تواضع عمر
من غير الجاهل والمنافق والمريض بداء الكفر يتطاول على الفاروق.
ولن اكثر الكلام عن اميـــــــــــــــــــــــر المؤمنيــــــــــــــــن اباحفص رضي الله عنه
.........
يا من يرى عمراً تكسوهُ بردتهُ ........ والزيتُ ادمٌ لهُ والكوخُ مأواهُ
يهتز كسرى على كرسيهِ فرقاً ....... من خوفهِ وملوك الروم تخشاهُ
...
يهتز كسرى اي والله يهتز كسرى على كرسيه فرقا من خوفه.
وهل منا احد يجهل قصة سراقة بن مالك عندما لحق النبي ليظفر
بجائزة المشركين (مائة ناقة ) فقال سراقة ما احوجني لعشرين فكيف بمائة.
فقضى الليل والنهار يجوب الصحاري والسواحل بحثا عن محمد وصاحبه
ولما تبين له الغار وابصرهما من بعيد ذهب عنه التعب واعتلاه الطمع
فصاح في فرسه فأنطلق نحو الغار كالسهم المرسل.
فقال أبو بكر : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله وبكى .
فقال رسول الله: وما يبكيك .
قال ابو بكر : ما والله على نفسي ابكي ولكن ابكي عليك.
فدعا عليه رسول الله وقال أكفينيه بما شئت فساحت فرسه في الارض الى بطنها .
فلما رأى سراقه ما رأى. وثب عن الفرس وقد طار الخوف بلبه وأبرأه الفزع من داء الطمع وصاح:
يا محمد قد علمت إن هذا عملك فادع الله ان ينجيني مما انا فيه ، ولأعمين على من ورائي من الطلب . فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنقذه الله .
وكلمه رسول الله فقال له : كيف بك يا سراقه إذا لبست سواري كسرى؟
ورجع سراقه وقد اجتمعت عليه المتناقضات من الافكار و العواطف وهاج في نفسه الطمع والخوف و الامل واليأس و فجعل يقهقه في الباديه . يقول ماذا ؟ أيعدني محمد سواري كسرى ، كسرى ملك الملوك ، وهو هاربا من قومه ، متخفيا في الغار ليس معه الا رجل واحد؟
أيبتلع هذا الغار ملك كسرى وجبروته وجلاله؟
أتنتصر هذه الصحراء على ملك كسرى وجناته و أنهاره؟
أيغلب هذان المهجران كسرى على خزائنه وجنوده؟
ولو ان العرب اجتمعت كلها ، ورمت عن قوس واحد ما نالت من كسرى منالاً على انها لن تجمع ابداً.
ومرت السنون تعقبها السنون.
وكان يوم صائف متوقد، ففر سراقه من حره الى حائط له ، فما استقر فيه حتى سمع منادياً ينادي:
ياسراقه بن مالك الجعشمي. يا سراقه.
فصاح ان: لبيك .
فقال له: أجب امير المؤمنين عمر ابن الخطاب.
وإذا الشمس بين يدي عمر تأخذ الابصار ببريقها ولمعانها ، إذ بين يده تاج كسرى ومنطقته.
قال عمر: هلم يا سراقه ..... أتذكر خبر الغار ، وسواري كسرى ؟
قال نعم.
قال: قد أذهب الله بالاسلام ملك كسرى، فلا كسرى بعد اليوم.
هات يدك. فألبسه السوارين، وقال: ارفعهما فقل:
الله اكبر. الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقه بن مالك، أعرابياً من بني مدلج.
يا سراقه لقد انتصر المهاجران على كسرى و قيصر وكان لهما ملك الارض : ياسراقه، لقد أضاء النور الذي انبثق من بطن مكه الدنيا جميعاً .
ياسراقه لقد ظفر الغار بالعراق و الشام وفارس ، وغلبت الصحراء العالم.
يا سراقه! لقد كان ملك كسرى قيصر كبيراً وقوياً، ولكن الله مع الذين آمنوا، والله أقوى ياسراقه الله أكبر.
الله اكبر الله اكبر.هذا عمر بن الخطاب عبدالله الفقير الى الله الزاهد العابد العادل الباذل للنفس والنفيس لاعلاء كلمة الحق.
عمر ياله من اسم يملئ المؤمنين غبطة وفرحا فيشعرون بالعدل والطمأنينة والسرور والايمان والحب .
ويملئ الكفار والمشركين خوفا وهلعا ويوهج بريق السيف باعينهم حتى يفقدوا عقولهم او يهربوا فزعين.
....
يهتز كسرى على كرسيه فرقا من خوفه وملوك الروم تخشاه.
احسن من قال هذه الابيات فقد اجاد التعبير نعم الاجادة .
وهل تحصر الاوراق وهل تكفي المحابر وهل تجمع المنتديات سيرة امير المؤمنين؟
لن نستطيع حصر بطولات ومأثر وعدل وجهاد ذلك الرجل تلميذ من تلاميذ الحبيب المصطفى
وحتى لا اطيل عليكم احببت ان انهي موضوعي بما بدأت بالقصيدة العمرية لحافظ ابراهيم الشاعر.
وهذه مقتطافات منها.
قال في مطلعها وهو يخشى ألا يوفي هذا الرجل العظيم حقه، وهو الذي أطلق عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- لقب “الفاروق”، لأنه فرق بين الحق والباطل.
.....
حسب القوافي وحسبي حين ألقيها
أني إلى ساحة الفاروق أهديها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها
وليس في طوق مثلي أن يوفيها
........
واقعة إسلام عمر ..
....
رأيت في الدين آراء موفقة
فأنزل الله قرآنا يزكيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها
بنعمة الله حصنا من أعاديها
سمعت سورة “طه” من مرتلها
فزلزلت نية قد كنت تنويها
وقلت فيها مقالا لا يطاوله
قول المحب الذي قد بات يطريها
ويوم أسلمت عز الحق وارتفعت
عن كاهل الدين أثقال يعانيها
.........
وسيرة عمر بن الخطاب في الزهد والتقوى فاقت كل الحدود وقد طلبت منه زوجته ذات مرة أن يشتري لها قطعة من الحلوى لكنه رفض.. يقول حافظ:
فمن يباري أبا حفص وسيرته
أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها
من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة
فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
.............
رسول كسرى
ومن اشهر الروايات التي نقلها إلينا التاريخ قصة رسول كسرى الذي جاء إلى المدينة لمقابلة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، فسأل عن قصره المنيف، أو حصنه المنيع، فدلوه على بيته، هو أدنى من بيوت الفقراء، فوجده نائما في ملابسه البسيطة تحت ظل شجرة قريبة، فقال مقولته الشهيرة: “حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر”.
فقال الشاعر :
وراع صاحب كسرى أن رأى “عُمرا”
بين الرعية عطلا وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها
سورا من الجند والأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى
فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الروح مشتملا
ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينيه ما كان يكبره
من الأكاسر والدنيا بأيديها
وقال قولة حق أصبحت مثلا
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم
فنمت نوم قرير العين هانيها
........
حارس الشورى..
..
يا رافعا راية الشورى وحارسها
جزاك ربك خيرا من محبيها
وما استبد برأي في حكومته
إن الحكومة تغري مستبديها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
...................
رضي الله عنك يامزلزل الفرس والروم بأذن الله القوي الجبار..
منقول
قصيدة: رحم الله أبا حفص عمر
القصة التي كتبت من أجلها القصيدة
قال أسلم مولى عمر : خرجت ليلة مع عمر إلى حرة واقم ، حتى إذا كنا بصرار إذا بنار فقال : يا أسلم هاهنا ركب قد قصر بهم الليل ، انطلق بنا إليهم ، فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها و قدر منصوبة على النار وصبيانها يتضاغون ، فقال عمر : السلام عليكم يا أصحاب الضوء ، قالت : وعليك السلام . قال : أدنو . قالت : أدن أو دع . فدنا فقال : ما بالكم ؟ قالت : قصر بنا الليل و البرد ، قال : فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون ؟ قالت : من الجوع . فقال : و أي شيء على النار ؟ قالت : ماء أعللهم به حتى يناموا ، الله بيننا و بين عمر .
فبكى عمر و رجع يهرول إلى دار الدقيق فأخرج عدلا من دقيق و جراب شحم ، و قال : يا أسلم احمله على ظهري ، فقلت أنا أحمله عنك ، فقال : أنت تحمل وزري يوم القيامة ؟ فحمله على ظهره و انطلقنا إلى المرأة فالقى عن ظهره و أخرج من الدقيق في القدر ، و ألقى عليه من الشحم ، و جعل ينفخ تحت القدر و الدخان يتخلل لحيته ساعة ، ثم أنزلها عن النار، و قال إيتني بصحفة . فأتي بها فغرفها ثم تركها بين الصبيان ، وقال : كلوا ، فأكلوا حتى شبعوا – و المرأة تدعو له و هي لا تعرفه – فلم يزل عندهم حتى نام الصغار ، ثم أوصلهم بنفقة و انصرف ، ثم أقبل علي فقال : يا أسلم ، الجوع الذي أسهرهم و أبكاهم
كلمات القصيدة
كنت ليلاً مع أمير المؤمنين عمر الفاروق ذي القدر المكين
صاحب الدرة ثاني الراشدين مَن به الله أعز المسلمين
فقووا حتى أذلوا المشركين
وإذا نار أضاءت سحرا قال يا أسلم قم ماذا أرى
علَّهم ركب يريدون القِرى فخرجنا وهو كالسهم انبرى
ودنونا من خِبَاء المصطلين
فإذا بامرأة قد نصبت قدرها بين عيال أعولت
ثم حيينا فردت واستوت قال هل أدنو فقالت إن أردت
فبخير أودع القلب الحزين
قال ما بال العيال تصرخ قالت الجوع وإني أنفخ
أُوهِم الصبية أني أطبخ علَّهم من بعد ذا أن يفرخوا
ويناموا حول قِدري جائعين
يالنار أُضرمت في الأضلع أحرقت قلبي وأجرت مدمعي
بيننا الله وبين الأصلع هاأنا من فرط جوعي لا أعي
بين نَوْح وصياح وأنين
قال يا أماه مَن أدرى عمر بك قالت ذاك أدهى وأمر
من تولى أمرنا لا يستقر ينبري للناس في قر وحر
يسمع الشاكي ويؤوي البائسين
وَيْ لعمري كيف يرعى وينام ليس هذا من قوانين الأنام
من سها عن نوقه جنح الظلام يتولى رعيها راعي الحمام
إنما هذا جزاء الغافلين
ولقد أصغى لها من غير ضيق وهو بالإصغاء للشكوى خليق
فمضى بي ذلك الشيخ الشفيق يسرع الخطو إلى دار الدقيق
وأتى منها بدهن وطحين
ثم قال احمل عليَّ قلت وي بل أنا أحمل قال احمل علي
قلت عفوًا قال هل منكم فتي يحمل الأوزار عني يا أُخي
يوم يُؤتى بي لرب العالمين
وسرى الفاروق خوف النقمة في الدجى يحمل قوت الصبية
وهو ممن بشروا بالجنة لا يرى في حمله من حطة
بل قيامًا بحقوق المسلمين
فمضى بي مسرعًا نحو الصغار فأتيناهم وهم في الانتظار
ولفرط الجوع بين الجنب نار في استعار ما لهم منها قرار
ورأونا فاشرأبُّوا قائمين
قالت الأم اصبروا قد جاءنا ذلك الشيخ بما فيه المنى
ولقد يسره الله لنا والأمير غافل عن حقنا
في كتاب الله بالنصر المبين
فدنا منها برفق وابتسام ودموع العين منها في انسجام
قال قومي هيئي هذا الطعام معنا إن اليتامى لا تنام
بالطوى والله خير الرازقين
رحم الله أبا حفص عمر وسقى بقعته صوب المطر
فلقد أبصرت أسلاك الشرر تلفح اللحية منه بالسحر
وهو مهتم بإنضاج العجين
قالت الأم وقد رُمنا القيام وتركنا عندها فضل الطعام
يا رعاك الله يا ساري الظلام تحمل الأقوات للغرثى الصيام
أنت أولى من أمير المؤمنين
قال إي يرحمك الله اعدلي واذكري خيرًا ولا تستعجلي
فإذا جئتِ الأمير فادخلى تجديني قاعدًا في المنزل
وعليَّ الجد في ما تطلبين
وتنحى عنهم مستترا رابضًا مربض آساد الشرى
وأنا أطلب تعجيل السرى فإذا هو مقبل مستبشرا
شاكرًا لله رب العالمين
قال يا أسلم قد أسهرهم قارس الجوع بل استعبرهم
ولذا أحببت أن أبصرهم في سرور وكذا غادرهم
فلقد ناموا جميعًا باسمين
رضي الله عنك يا امير المؤمنين